برزت منذ فترة بوادر تنافس محموم بين شركات تقنيات الاتصالات والدفع الإلكتروني لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة لقطاع المصارف وعملائه على السواء.
وتتابعت الابتكارات في هذا المجال تحت مسميات عدة تمحورت حول حلول وتقنيات الدفع الإلكتروني التي قامت في الأساس على ضرورة تيسير تجربة العملاء لتوفير أوقاتهم وكسب رضاهم.
بدأت تلك الحلول بالطفو على سطح القطاع بابتكار خدمة المسح الإلكتروني أو ما يعرف بـ Swipe Technology. تلخصت هذه التقنية في منح العميل بطاقة إلكترونية ممغنطة تحمل بيانات حسابه الخاص بالبطاقة وتمكنه من الدفع عبر جهاز نقاط البيع مقابل مشترياته خلال ثوانٍ معدودة.
أخذ الطلبات بجهاز نقاط البيع
وتعمل هذه التقنية بتقنية التمرير وفيها يقوم البائع أو العامل في المتجر أو أي منفذ تجاري آخر بتمرير الشريط الممغنط المثبت على البطاقة عبر منفذ خاص زود به جهاز نقاط البيع. ويقوم القارئ المبرمج في الماكينة بقراءة وتحليل البيانات المخزنة على بطاقة الدفع ومن ثم سحب المبلغ المستحق وخصمه من حساب العميل خلال ثوانٍ، فضلاً عن أن القارئ المبرمج في جهاز نقاط البيع يمكنه التحقق من رصيد العميل وقبول المعاملة أو رفضها. إلى ذلك الحد بقيت هذه التقنية السبيل الأوحد للدفع الإلكتروني دون تعامل نقدي تقليدي واعتبرت لفترة ليست بالقليلة وسيلة منفردة أضفت الكثير من المزايا للتاجر أو البائع من جهة والعميل أو الزبون من جهة أخرى. وفي حين أن عجلة التقنيات لا تعرف سبيلاً للتوقف وتأتي يومياً بكل ما هو جديد، لم تأل شركات تقنيات الاتصالات والدفع الإلكتروني جهداً لريادة الموكب واكتساب السبق للظفر بتقنية مستحدثة تضفي بعداً جديداً لعالم الاقتصاد على وجه الخصوص. في هذا السياق، نجحت عدد من الشركات في ابتكار وتصنيع جهاز نقاط البيع المتنقل لتحدث طفرة في قطاع المعاملات الإلكترونية، وتمثلت هذه التقنية في برمجة وتصنيع جهاز نقاط البيع مبرمج لا يتعدى وزنه النصف كيلو جرام وحجمه حجم راحة اليد.
طريقة عمل جهاز نقاط البيع
المميز في هذه المكائن إمكانية القيام بكل ما كان يقوم به قارئ البطاقات الممغنطة في جهاز نقاط البيع الثابت إلا أنها تميزت بسرعة أكبر وباتصالها لاسلكياً بالشبكة الإلكترونية الموحدة من قبل المصارف في جميع أنحاء العالم لخصم المبالغ المستحقة. هذا بالإضافة إلى عدد من المزايا التقنية الأخرى كتزويدها بشاشة معلوماتية مضيئة تظهر بيانات المعاملة وتاريخ ووقت إجراءها وموقع المتجر أو نقطة البيع التي سجل المبلغ من خلالها. وبجانب أنها احتوت أيضاً على قارئ إلكتروني، زودت تلك المكائن بلوحة مفاتيح تمكن البائع من إدخال المبلغ المستحق وتمكن كذلك المشتري أو العميل من إدخال الرقم السري الخاص بالبطاقة للسماح بسحب المبلغ.
وكما أشرنا سابقاً إلا أن عجلة التقنية لا تعرف التوقف، نجحت الشركات المعنية في ابتكار جهاز نقاط بيع متطور للغاية يعمل بتقنية اللمس مستعيضة إياه بلوحة المفاتيح التقليدية. جاء ذلك تزامناً مع تطور شبكات البث الإلكتروني وزيادة سرعة إتمام المعاملات. وسرعان ما شهدت هذه التقنية عدداً من التعديلات حيث زود هذا الجيل من المكائن المتطورة بتقنية ثنائية بين الجهاز نفسه وبطاقة العميل بحيث يمكن للعميل إدخال معلومات البطاقة بمجرد تقريبها من الجهاز وذلك لاحتواءه على مستشعر إلكتروني فائق الحساسية يمكنه من قراءة بيانات البطاقة خلال أقل من ثانيتين.
وبين هذا وذاك تستمر التقنيات في التفوق على نفسها جيلاً بعد جيل لتظهر لنا نتاج العقول وتطورات الحلول التي ترمي أساساً إلى الاعتماد على الآلة وتوفير الوقت والجهد على العملاء فضلاً عن تحقيق تنمية مستدامة تقوم على الابتكار وتطوير الانسان والمجتمعات ككل. find the best choice.